ويدّعي نسب الأجداد من عربَ
انظر إليه هل يشبه العرٍِبَ
عصام عبيد
إلى متى يهتم عربنا بالقشور وإهمال
اللب والجذور، إلى متى تظل تنظر للواقع
بخوف وريبة وتحسب كثيرا وتتحسب أكثر عندما تراعي مصالح الآخرين وإهمال مصالحنا
إلى متى يهتم المسوؤلون العرب بمصالحهم الشخصية والتحايل على المصالح الوطنية
والقومية ، والى متى يهدرون طاقات الأمة وثرواتها بحجة الأوضاع الدولية غير
المواتية وغيرها ، ولماذا لم يحاولوا الاستفادة من فرص كثيرة كانت الأوضاع الدولية
تلك مواتية لتلبية مصالحنا
إننا لانتهمهم بأكثر من الخوف والتقصير
وهم لهم حق توجيه التهم المناسبة لأنفسهم دون خوف من أحد وان اكتشفوا حقيقتهم التي
يعرفونها جيدا نتمنى عليهم مصارحة الأمة وطلب مساعدتهم والوقوف جانبهم ، كما
وعليهم الاعتراف بمحدودية أفقهم السياسي وتحصيلهم العلمي وخبراتهم اللهم إلا في
أمور القتل والتعذيب والملاحقة والتبرير والأختباء خلف أنوفهم بحجج كثيرة غير
مقنعة حنى لأقرب المقربين لديهم والذين هم الطامة الكبرى لهم ولنا جميعا ، فهؤلاء
يمدحونهم بفجاجة معددين عبقرياتهم وإنجازاتهم ووطنيتهم وسعة أفقهم ومواجهتهم لكل
أعداء الأمة وينسون أو يتناسون عن قصد أن تلك العبقرية هي في الضحك على الذقون ،
والإنجازات هي في الاهتمام بالقشور وإهمال الجذور، والوطنية هي في تفصيل الأحزاب على قياس ولائها
لهم ومساندتها لأنظمتهم ، وسعة أفقهم هي في عدم إغضاب المعتدين على حقوق شعوبهم
وثروات بلادهم والساخرين منهم ومن غبائهم في التعامل مع ما يحدث بردود فعل
آنية محسوبة لهم ومتوقعة أن يقعوا فيها
ببساطة وسذاجة وإيحاء من الحاشية الفاسدة والمستشارين المرتبطين
أننا لا نبالغ فيما نقول ولدينا مئات
الأمثلة والدلائل على ذلك من قضايا الصراع على النفوذ ، والتدخل في كل
صغيرة وكبيرة ، والتحريض على قتال بعضهم لبعض وتوسيع الهوة حين الاختلاف على قضايا
تافهة وليست خطيرة ، عدا عن تزويدهم كلهم بالسلاح ، الذي يستنزف ثروات الأمة ،
لقتال بعضهم للبعض على خلافات تافهة قد يكون معظمها إيواء معارض لهذا النظام أو
ذاك أو تصريح احد المسوؤلين المعتوهين في دولة ضد أخرى أو حتى وقوع خطأ مقصود أو
غير مقصود في بعض بروتوكولات الاستقبال أو التوديع والأسباب التافهة كثيرة لا تعد
ولا تحصى ، ويضحكون علينا بوسائل إعلامهم ومفكريهم البؤساء لتبرير ذلك الموقف أو
ما يشبهه بأنه قضية عظمى تستوجب الويل والثبور وعظائم الأمور ومن جوهرالكرامة
والسيادة ، ويصدق العامة ما يقولون تحت تأثير اللامبالاة وعدم الثقة في العواقب ،
ويسكت الآخرون خوفا وقهرا أو يتكلم ويخرج مهاجرا من وطنه إلى غير رجعة ، مشرداَ في
بلاد العالم وفى أصقاع الأرض ليذوب شيئا فشيئا هو وذريته ، ويصبح وطنه مجرد ذكريات
وعلم يعلقه في صدر بيته ينظر إليه كلما اشتد به الحنين بوجد ودمعة حزينة .