الإناء والماء ............الرجل والمرأة
بقلم : احلام الجندى
بينما كنت ارد على مقال اليك يا سيدة العالم للأستاذ عامر خربك الذى بين فيه ان المرأة كائن جميل رقيق هين لين يبعث السرور وينشر الحبور، وتستحق ان تحتوى ويعتنى بها حتى تبرز أجمل ما فيها ، الهمنى الله تشبيها للرجل والمرأة شبهت فيه الرجل بالإناء والمرأة بالماء وبينت ان الرجل يستطيع ان يشكل المرأة بشكله ووفق مراده كما يتشكل الماء بشكل ولون الإناء الذى يحتويه ،المهم ان يحتويها فإذا لم يحتويها ويكون لها حاميا وعليها حانيا ولصفاتها ومميزاتها ظاهرا فكيف له ان يشكلها ،
وفى لحظة تفكر أخرى دققت النظر فى صفات كل من الإناء والماء وهل حقا وفقت فى أن شبهت الرجل بالإناء والمرأة بالماء .
وبتتبع صفات الإناء والماء تبدى لى ما يلى :
الماء: سائل لين ليس بالصلب ولا بالصلد وهذه الخاصية تجعل الآخر يتمكن منه ويشكله دون مقاومة ،
وهكذا المرأة يجب ان تكن هينة لينة حتى تنطاع لزوجها فإذا هى تمردت كسرت العلاقة بينهما .
والإناء :جامد صلب كالضلوع تحمى القلب والرئتين الذين بحفظهما تحفظ الحياة، وهذا ايضا من إهم واجبات الرجل ان يكون قويا متينا حتى يكون قادرا على مواجهة مشاق الحياة و يستطيع ان يوفر لأهله سبل العيش والحماية وحفظ الأسرة .
الماء يتميز بعدم المقاومة لمالكه – هل تستطيع ان تملك بحرا – فيكون طوع أمره فلا يعترض ان وضعه فى اناء واسع او ضيق، ملون أو غير ملون ،فهو يتشكل بما يشكله عليه ، العبرة هنا ان يملكه صاحبه تملك حب وليس تملك قهر وسطوة ،
الإناء :هو صاحب الشكل والصفة واللون التى يتشكل عليها الماء فإن كان الإناء جميل الشكل واللون والصفة أخذ الماء كل صفاته وجماله ، بل واذا تفرع الإناء انتشر الماء فى فروعه ووزع ولاءه لكل ما يتصل به .
فكلما كان الرجل ودودا رحيما كيسا حكيما انعكس ذلك على شخصية المرأة التى يتعامل معها واكتسبتها وتعاملت بها مع كل من له علاقة به من اهله وزويه .
.
الماء : يتفرق إذا لم يجد ما يحتويه بل قد يضبع ويتبخر، فإذا مال الإناء مال الماء، و إذا اعتدل الأناء حفظ الماء.
الإناء : يجمعه ويحتويه ويحوطه ويفتديه ، اب كان ام أخ أم زوج.
الماء : متماسك الأجزاء لا يداخله خواء ، حتى يحل ولا يحل به ،
الإناء لولا تجويفه ما احتوى الماء، فهو ايضا متماسك وتماسكه اشد وامتن، و تجويفه لا يمكن ان يشغله سائل آخر اذا كان مملوء بالسائل الأول- وهذا ما يجب على المرأة فعله ان تملأ الفراغ دائما الى التمام - فإذا وجد فراغ يسع مزيدا من السوائل فقد يكون السائل الجديد من نفس لون وصفة السائل الأول فيحدث الإندماج والتواصل ، وقد يكون السائل الجديد مخالف للأول فى ا لصفة فأقواهما صفة يظهر أثره وربما يلاشى صفة الآخر ،
الماء : يتكون من عنصرين متضادى الصفات فالأكسجين يمثل ثلث التكوين وهو عنصر لازم للحياة فلا حياة بدونه – كذلك فلا حياة بدون المرأة - ، كما انه يساعد على الإشتعال وهذا فى حد ذاته قد يكون ايجابيا أو العكس فإذا كان الإشتعال فى مجال المشاعر والتعاطف والتوادد فهذا المرغوب وإذا كان الإشتعال فى مجال الغيرة وعدم الرضا والتمرد فهذا المرفوض ،
العنصر الآخر الهيدروجين ويمثل ثلثى التكوين وهذه النسبة ضرورية لتلطيف تأثير الأكسجين المتنفس على الرئتين، ، لعلمنا ان زيادة نسبة الهيدروجين فى الماء تجعله ملطفا مهدئا وهذا هو المطلوب فى المرأة ، كما ان للهيدروجين وجه آخر وهو انه يشتعل بفرقعة إذا تعرض للنار ، وكذا المرأة اذا مست انوثتها، أو شوركت فى ملكيتها ،أو انتهكت كرامتها، فرقعت فيمن حولها ولا بهمها هلاكها، المهم الإنتقام لنفسها ، فإن كيدهن عظيم .
الإناء: قد يتكون من عناصر متعددة ومشتقات متداخلة تختلف طبائعها وتتباين صفاتها لكنها تتآلف فيما بينها حتى تكون تركيبا متناسقا متحدا منجانسا وهكذا طبيعة الرجل حتى يتوافق مع الحياة الشاقة التى يجب ان يعتركها ،والمعاملات المختلفة التى يجب ان يوازن بينها ، والظروف المتغيرة التى يجب ان يحتاط لها .
الماء درجة غليانه مرتفعة فهو لا يغلى الا بعد ان يصل الى مائة درجة وهو لا يصل اليها مباشرة بل يرتفع اليها درجة درجة فإذا وصل الى الدرجة الحرجة غلى وتبخر واذا حبست طاقته انفجر واهلك ،
وكذاك المرأة تتحمل كثيراكثيرا ، تعفوا وتسامح وتتنازل وتهادن ، ولكن اذا طفح الكيل وزاد الضغط انفجرت وتضررت واضرت .
الإناء :لابد ان ينصهر قبل ان يغلى ودرجة انصهاره وغليانه تفوق مئات ان لم يكن الاف المرات غليان الماء ،
لذا كان لزاما على الرجل ان يتدرب ويصبر ويثابر ويتغلغل وينصهر فى جوانب الحياة ومهماتها ومشاكلها وهمومها ، فهو اساس الحياة ودعامتها وبانيها وراعيها ، وعليه المسئولية والمساءلة .
الماء :يتميز بشحنة القطبية التى تجذب ما يتوافق مع شحنتها ،كما ان سالبيته الكهربية عالية لذا فإن قوة جذبه للشحنة المخالفة عالية ، وهكذا المرأة ما خلقت الا لتجذب الرجل وتستقطبه اليها –فلهن خلق الرجال وهن للرجال خلقن - لأن مصلحتها ومصلحته تتطلب ذلك فكلما تنافر وابتعد عنها اذا وجد قوة جاذبة اخرى كان عليها ان تجذبه و تقربه بكل ما أوتيت من قوة حتى تحفظ كيانها ولا تشارك فى هيكلها وبتياتها .
الأناء :اذا لم تتوافق مادته مع شحنة الماء فلن يكون هناك تماسك ولا تلاسق ولا قوة جاذبة ولا ارتقاء ،
لذا كان التوافق بين الرجل والمرأة والتقارب فى كل التواحى منذ البداية شرط من شروط الرباط الأسرى واستمرار الحياة وتآلف النفوس .
الماء: ثابت التركيب والتكوين والصفات فالدفء يتشطه والبرودة تصلبه وتجمده ،ولا يتغير لونه الا إذا خالطه او تتطفل عليه غيره ،ولا تتغير صفاته الا اذا دخل عليه دخيل فكك روابطه وغبر خصائصة وحوله من حال الى حال ،
وهكذا المرأة لا يغيرها الا الدسائس أو دخول مهاجم الى عريتها وتميز بقدرته على استئناثها وترويدها فى غياب حماية اسدها ، او كان الأسد نفسه هو المستثير لها بإحضاره اخرى الى خدرها .
الإناء قد تتغير خصائصه أيضا بتغير الظروف الطبيعية والكيميائية و العوامل التى يتعرض لها
كذا الرجل تصقله المواقف و المجالات التى يرتادها بل قد تتغير صفاته من الضد الى الضد وفقا لقوة وتأثير هذا المواقف عليه . وهذا كله ينعكس اثره على من خلفه .
الماء يتقبله كل البشر إذا ظل صافيا نقيا ،اما إذا تلوث واختلط بالشوائب والمتغيرات عافته النفس وانتفت عنه صفته المطلقة .
كذلك المرأء يتنافس عليها المتنافسون، ويعلو نجمها ،ويطلب ودها ،طالما كنت تقية تقيه لم تشوبها شائبة، ولم يتغير صفوها .
الإناء : ايضا كلما صفى معدنه وكان نقيا ونفيسا كلما رغب فى انتقائه وامتلاكه اصحاب العلم بقيم المعادن ،
لذا يحرص العقلاء والنبهاء من اولى الأمر الى الإستئثار بمثل هؤلاء والتحايل لجذبهم لبناتهم بعزة وإباء .
هكذا رأينا ان لكل من الماء والإناء صفات خاصة ومشتركة ومتكامله فكل منهما فى حاجة الى الآخر ولن تكون له قيمة الا بوجوده والتفاعل معه ووالتآلف والتوافق والتغلب على ما قد يستجد من منغصات .
---------------------------------------
ارجوا ان تحوذ الفكرة قبولا لديكم وان توضحوا لى ما خفى وتضيفوا ما تبرق به قوارحكم .فلله مع كل منا هبات ومنح والهام وعطاء ،
فالله المستعان سبحانه، واهب العلم لمن يشاء وقتما يشاء وكيفما يشاء ،فزدنا اللهم علما وارزقنا قبولا وعزا .