المعقول
واللامعقول فى المعلوم والمجهول
ابو الطيب
حدثنا
ابو الطيب غفر الله له ولنا فقال
ولج
القاعة شاب فى مقتبل العمر تبدو عليه سيماء الوقار وجلس بعد ان
حيا
الحاضرين وكانوا خليطا من الرجال والشباب والشيوخ والنساء ورجال الدين
واستهل
محاضرته بسؤال قال فيه ... أيها الساده
ماهو المعقول واللامعقول فى المعلوم والمجهول ؟
وعندئذ
أصاب
الجميع دهشة وصمت كبير وقبل أن تعلو همهمات الحاضرين أشار بيده الى رجل مسن قائلا
انت ايها
الشيخ
الجليل هل توضح لنا السؤال من فضلك . فوقف الشيخ وأصلح من وقاره وهندامه وتنحنح
وقال ... هو أن ..... وتوقف عندما سمع
صوتا يقول . هو أن يبول الهر فى وجه الشمس ! !
وتعالت
الهمهمات فرفع المعلم يده طالبا الهدوء وقبل اعتذار الشيخ وجلوسه . وقبل اعادة
السؤال وقف رجل
يبدو
عليه الوقار متبرعا بالأجابة مصلحا من قلنسوته وجبته وتنحنح ايضا وهو ينظر يسرة ويمنة بأرتياب
قائلا بصوت عميق
هو أن تهدر السماء وتمطر العقاب !!؟؟
وساد
القاعة وجوم برهة بددته سيدة فى مقتبل العمر حيث وقفت قائلة هو أن يحل عنى رجلي
ويتركنى وشأنى ... كيف لا وهو لا
يعمل ولدينا أربعة اطفال ، وعلت الضحكات
فى القاعة ودق المحاضر بيده طالبا من
الجميع الهدوء والسكينة والتفكير بما قيل ، ومعتذرا أيضا من الرجل الذى
كان لا يزال واقفا ومندهشا ، وطلب
منه الجلوس وعندما لم يقبل وكرر اجابته متوعدا بالعقاب . أنبرى من خلفه رجلا آخر
وكان يبدو انه من رجال الدين قائلا " لقد هدرت السماء وامطرت عقابا أما
المعقول .... هنا قاطعه شاب يافع طويل القامة يجلس فى نهاية القاعة منذ دخوله قائلا بصوت جهوري
هو أن ينفض كل منا الغبار من عليه ويحمل فأسه ومعوله ويمضى يحرث أرضه ويبذر بذورها
. قام بعدها مغادرا القاعة وسط دهشة الحاضرين وأستنكارهم ، وأيضا وسط اعجاب المرأة
والمعلم .