أقوال وأمثال

أقوال وأمثال

(مع حكماء الشعراء)

قال جريــر:

إنَّ الكريمةَ ينصرُ الكرمَ ابنُها ***** وابنُ اللئيمةِ للئامِ نصـــيرُ

لابن الرومي تضمين جميل في معنى الوفاء حيث تناول بيتا مشهوراً للمتنبي:

أُراعي صديقيَ بالمودةِ والوفا ***** ولكنني من حسنِ تجربةِ الورى اُداري عدوّيَ بالصداقةِ

قائلاً:

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ***** عدوّاً له ما من صداقته بُدُّ

قال الشاعر:

كلُّ من يدعي بما ليس فيه ***** كذَّبَتْهُ شواهد الامتحانِ!

قال المتنبي:

وإذا أتتك مَذَمّتي من ناقصٍ ***** فهْيَ الشهادةُ لي بأني كاملُ

وقال أيضاً:

لو كل كلبٍ عوى ألَقَمْتُهُ حجراً ***** لأصبحَ الصخرُ مثقالاً بدينارِ

قال الشاعر الأموي، يزيد بن الحكم الثقفي، ينصح ابنه:

يا بدرُ، والأمثالُ يضربُها ***** لذي اللُّب الحكيمُ

دُمْ للخليلِ بودِّهِ ***** ما خيرُ وُدٍّ لا يدوم ُ

واعرفْ لجاركَ حقَّهُ ***** والحقُّ يعرفُهُ الكريمُ

واعلمْ بأن الضيفَ يوما ***** سوفَ يَحمدُ أو يلومُ

واعلَمْ، بني، فإنه ***** بالعلمِ ينتفعُ العليمُ

إن الأمور دقيقُها ***** مما يهيجُ له العظيمُ

والبغيُ يصرعُ أهلَه ُ ***** والظلمُ مرتعُهُ وخيمُ

ولقد يكونُ لك البعيدُ ***** أخا، ويقطعك الحميمُ

قال الشاعر:

أرى الناسَ إخوانَ الكريمِ وما أرى ***** بخيلاً له في العالمينَ خليلُ

قال الوزير خلف الظاهر الأموي:

- إذا لم تكن أرضى لعِرضي مُعِزَّةً ***** فلستُ، وإنْ نادتْ إليَّ، أُجيبُها

ولو أَنَّها كانت كروضةِ جنةٍ ***** من الطيبِ، لم يحسنْ مع الذلِّ طيبُها

وسِرتُ إلى أرضٍ سواها تُعِزُّني ***** وإنْ كان لا يعوي من الجدبِ ذيبُها

قال زكي قنصل:

إن العظيمَ كالربيعِ رحابةً ***** هيهاتَ يحصره مكانٌ ضيقُ

قال المحسن التنوخي:

لولا ملاحظة الكبيرِ صغيرَهُ ***** ما كان يُعرفُ في الأنامِ كبيرُ

ذكر الدكتور محمد محمد حسين، قصيدة للشاعر السوري سليم عنحوري يصف الفساد

الذي كان مستشرياً أوائل القرن العشرين في أواخر العهد التركي، والمنشورة

في جريدة المقتطف المصرية؛ عدد أغسطس (آب)، سنة 1904م

، في كتابه: (الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر)،

زوجةُ اللِّصِ بادرتْ بعد شهرٍ ***** نحو مَغْنى رئيسِ رهطِ القضـــــــاءِ

قبَّلت هُدْبَ ثوبه، ثم خَرّتْ ***** فرماها بنظرة الكبرياءِ

سألته فـــــكاك زوجٍ أثيمٍ ***** رحمةً بالبناتِ والأبناءِ

وحَبَتْهُ بعض المئاتِ نقـــــــودا ***** فاحتواها بِغِلْظةٍ وجفاءِ

قال: هلاّّ أقنعتِ بعضَ رفاقي***** فقوام الرؤوسِِ بالأعضاءِ

خرجت تذرف الدموع غزارا ***** نحو عضو يعز بالفحشاءِ

رام منها لكي تنال رضاه ***** ما إليهِ نشير بالإيماءِ

ويختم الشاعر سليم عنحوري قصيدته، مقارنا بين اللص الصغير القابع في السجن، وبين اللصوص الكبار الجالسين في كراسي القضاء فقال:

واللصوصُ الكبارُ صاروا قضاةً ***** واللصوصُ الصغـــــــارُ أهلُ الشقاءِ